الانكليزية لكل العرب

علمتنى البورصة














<لم أكن ادرك تماما شيئا عن البورصة سوى أنها لعبة الابيض والاسود - الارض والسماء - اى انها لعبة الحظ واذا حالفك سوف تصبح مليونيرا واذا حدث العكس فأفلاس وموت وأنتحار وأخيرا وصل الامر للقتل ورغم أنة لدى سوابق ومحاولات فى بعض المشروعات الصغيرة والتى باءت جميعا بالفشل الا أن الخسائر كانت دائما بسيطة لتوقفى قبل أن تصبح فادحة او بعد أن استعيدها وآمنت تماما أنة ليس لى نصيبا أو رزقايصل بى لحد الثراء وأنة يجب الا أكرر المحاولة -- الا أن طبيعتى لا تستجيب للعمل الروتينى والوظيفة وأيضا الحياة دون أى عمل فالعمل يخلق الطموح ويجعل للحياة مذاقا ومعنى مختلفا ألا أن تطور البورصة ودخولها الى عالمنا من خلال الانترنيت كان عاملا مغريا لى للتجربة وتوسمت خيرا فى الحظ خاصة ان شركات كبيرة لها وزنها وسمعتها بدأت تدخل البورصة ووجدت الجميع يتهافتون ويلهثون للحصول على أكبر عدد من هذة الاسهم مؤكدين تاريخ تلك الشركات يشير انها سوف ترتفع بشدة وأنها الطريق لعالم الثراء وما على سوى الشراء وبعدة يقفز سعر السهم موضوع غاية فى السهولة لماذا لا وبالفعل كانت أول تجربة لى مع أحدى الاسهم الواعدة منذ حوالى أربع سنوات واشتريت السهم بأعلى من سعر الاكتتاب بأربعة جنيهات فلا يهم فسوف يصل الى مئات الجنيهات وأنتظرت الخير الوفير والحظ السعيد ولم انتظر طويلا بعد حوالى شهر أنخفض وكانت خسارتى كبيرة ولم يكن أمامى ألا انتظار صعودة وبعد حوالى سنة ارتفع الى السعر الذى أشتريتة بة وتنفست الصعداء وطبعا تخلصت منة فورا والحمد للة عادت أموالى كما كانت واقسمت الا اكررها - الا أنة بعد فترة قصيرة تم الاعلان عن أكتتاب عام لشركة أخرى أيضا من أكبر وأنجح الشركات وتكرر نفس السيناريو تماما لكن هذة المرة كان سوء الحظ ملازما لهذا السهم لدرجة عظيمة وبعد نزولة بفترة قصيرة جدا بدأت بوادر الازمة العالمية وكان هبوطة مخيفا وفى خلال أياما من شرائى لة فقد 80% من سعرة وفى هذة المرة شعرت بالحزن طبعا لاننى فقدت مبلغا كبيرا وليقينى ان الحظ خزلنى كعادتة الا اننى لم اشعر بالاتياح لفكرة الحظ التى تهدر قيمة العقل وتسلب الانسان قدرتة الهائلة فى تسيير حياتة وتجعلة مسير تماما وطبعا هذا لا ينفى ان للحظ دورة فى حياتنا لكنة دورا محدد بقدراتنا وجهدنا وأختياراتنا فى الحياة(الا ان هناك حالات استثنائية تخضع للقدر والحظ تماما لكنها ليست القاعدة العامة )

وأستبعدت فكرة لعبة الحظ وواجهت نفسى بصراحة ووجدت اننى فى أشياء ومواقف كثيرة من حياتى غالبا ما كنت بين قوسين اقف فى اللون الرمادى لون شعارة ( أنا لست ولست ) لون الشعور بالامان لكنة ايضا لون الامعنى وانتظار الجودو الذى قد ياتى يوما ما

وأزعجنى الامر فأنا لست فاشلة ولست ناجحة لست فقيرة ولست ثرية ووجدت الحياة تشبهة البورصة كثيرا التى دخلتها ولم أكسب ولم أخسر سنوات كل عملى هو ان أخرج منها دون خسائر وكنت أعتبر هذا العمل نجاحا ثم أكتشفت انى واقفة بلا حراك لم اتقدم خطوة وأكتشفت لماذا فشلت جميع محاولاتى فى الاعمال التى حاولت القيام بها وكنت أكتفى بالانسحاب بعد ان استعيد خسائرى دون أعادة المحاولة أو بحث أسباب الفشل وأزعجنى الامر وقررت أن أحول خسائرى بالبورصة الى مكاسب ليس من اجل المال فقط لكن لاتعدى منطقة الرمادى لاننى أريد ان اكون ( أما وأما ) أما ناجحة أما فاشلة ففى الحالتين هناك عمل ادى الى حالة - وبدأت بالفعل بدراسة كل ما يخص البورصة ومتابعة اسهمى يوميا لحظة بلحظة من خلال الشاشة ودراسة حجم المتعاملين والسيولة والتحليل الفنى ونوعية المتعاملين بالبورصة عامة وبالاسهم الخاصة بى بشكل خاص ووالخ...... مما يمكننى من تحديد موقف الشركة والاسهم وحالات الهبوط والصعود وتوقيتها وتحديد وقت الشراء ووقت البيع بدقة وكيف أحتاط للمفاجئات سواء كانت خاصة بالبورصة المصرية أو العالمية بأختصار وبعد فترة طويلة من المتابعة والدراسة أستطعت ولاول مرة ان أقلل خسارتى تقريبا الى النصف ثم بدأت بوادر الازمة العالمية تخف وبدأت الاسهم التى تخصنى فى الصعود ولاول مرة احقق مكاسب لن أقول كبيرة جدا لكن جيدة اخرجتنى من بين القوسين وقررت الا أقيم بينهما ثانية

حقيقة تعلمت من البورصة التى هى حياة مصغرة الا أنتظر ضربات الحظ بل استدعية وأول طريق لمجيئة هو الدراسة والتحليل والفهم والتعمق قبل الاقدام على أى عمل أو أتخاذ أى قرار فى حياتنا فى كافة الامور سواء كانت مالية او غير ذلك وتيقنت أن الثراء لن يصيب أنسان بالصدفة أو لان الحظ قد أختارة لان الحظ لا يهبط علينا دون أن نمهد لة الطريق ونستدعية




أخيرا عزيزى القارى وجدت أن أبدا بهذة المقدمة قبل الدخول الى عالم البورصة لاقول لك أذا كنت مهتما بعالم البورصة او تطمح فى تحقيق ثروة سواء من خلال البورصة او اى مجال اخر لا تسبب الاسباب وتنتظر الحظ دون ان تضع المقدمات التى تؤدى للنتيجة فهو ليس ألا نتيجة لتلك المقدمات



free counters

أرشيف المدونة الإلكترونية